شبكة يافا الإخبارية
https://t.me/yaffaps
أريحا: "التعليم البيئي" يُطلق مؤتمرا دوليا حول العدالة البيئية لفلسطين | شبكة يافا الإخبارية

أريحا: "التعليم البيئي" يُطلق مؤتمرا دوليا حول العدالة البيئية لفلسطين

شبكة يافا الاخبارية | أطلق مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) في فلسطين، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي (العدالة البيئية لفلسطين) في أريحا.

وشارك في إطلاق المؤتمر ممثلو مؤسسات رسمية وأهلية ودولية، بينهم محافظ أريحا والأغوار حسين حمايل، وممثل رئيسة سلطة جودة البيئة المستشار القانوني مراد المدني، والمدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، ونشطاء بيئيون عبر منصة "زوم" من عدة دول، وذلك برعاية رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران سني إبراهيم عازر.

وقال المطران عازر، إن المؤتمر غير العادي يحمل هم الإنسانية في وقت عصيب، ويطمح إلى أن ينعم شعبنا في هذه البلاد المقدسة بالسلام والحياة وأن تصمت أصوات المدافع، ويُنادي بالعدالة البيئية.

وأضاف: نلتقي اليوم في زمن المجيء زمن ميلاد يسوع المسيح رسول المحبة والسلام، ونأمل أن يكون بداية لنهاية الحرب في بلادنا المقدسة وانتهاء معاناة الناس.

وأكد أن الكنيسة تفخر بوجود مركز التعليم البيئي التابع لها، وعمره اليوم 38 عاما، وهو من أوائل مؤسسات البيئية العربية، وسعى إلى تعليم أطفالنا أن بيئتنا تستحق منا العمل والتوقف عن حرقها وتخريبها وتدميرها.

وأطلق عازر مبادرة لحملة غرس أشجار بعدد وأسماء أطفال غزة الذين فقدناهم في هذه الحرب في حقولنا وشوارعنا وحدائقنا ومدارسنا، على أمل أن تنمو وتظل تُذكّرنا بواجبنا.

بدوره، أشار حمايل، إلى الظلم والقهر الحاصلَين في غزة، واللذين يتزامنان مع صمت دولي مُطبق، ورغم ذلك يصر أبناء شعبنا على الحياة والعمل.

وبين أن دور الكنيسة مهم في رسالة السلام والتسامح والعمل، وهو ما يتجسد في أريحا بأديرتها ومساجدها وتاريخها.

ودعا حمايل المؤتمر إلى الخروج بخطة عملية يعقبها تشكيل لجنة لتنفيذ الممكن من التوصيات، معربا عن استعداد المحافظة لأن تكون جزءا منها.

وأعلن تبني مبادرة المطران عازر، وإطلاق حملة في أريحا والأغوار بالشراكة مع المركز ومؤسسات المدينة لغرس أشجار بأسماء شهداء غزة الأطفال، في رسالة حرية وحياة.

من جهته، قال المدني إن آلة الحرب الإسرائيلية ألقت منذ بداية العدوان ما يقارب 100 ألف طن من القذائف والمتفجرات، التي استهدفت كامل مكونات الحياة، في جريمة إبادة جماعية أدت إلى قتل أكثر من 44 ألفا وجرح نحو 106 آلاف، وفقدان 11 ألفا.

وأوضح أنه بحسب تقارير البنك الدولي، فقد خلّفت حرب الإبادة ما يزيد على 42 مليون طن من ركام الأبنية والأنقاض التي تختلط بالنفايات الخطرة، التي تجد طريقها إلى مياه البحر والمياه الجوفية، وتدمير أنظمة الصرف الصحي وإدارة النفايات.

واستعرض المدني تقرير التقييم الأولي للاعتداءات العدوانية على قطاع غزة، الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة للبيئة والوضع الكارثي في قطاع غزة، والمتمثل في التدمير الخطير والجسيم للعناصر البيئية الطبيعية كافة.

وتطرق إلى عدوان الاحتلال على الضفة الغربية بما فيها القدس، عبر تجريف الأراضي وقطع الأشجار، والاستيلاء على المحميات الطبيعية وينابيع المياه، ونقل آلاف الأطنان من النفايات الخطرة، وغيرها.

وأكد المدني أن الحرب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية تُعتبر مثالا واضحا لجريمة الإبادة البيئية بكل أركانها وعناصرها، بما تتضمنه من اعتداء جسيم وخطير وواسع النطاق والأمد على البيئة الطبيعية.

بدوره، أكد المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي"، رئيس اللجنة الوطنية سيمون عوض، أن المركز كان في صيف العام الماضي يُعِدّ لعقد المؤتمر الفلسطيني الرابع عشر للتوعية والتعليم البيئي: البيئة في المؤسسات الدينية والتربوية والذكاء الاصطناعي والسياسات الخضراء، لكن الأحداث العصيبة التي عصفت بالمنطقة جعلتنا نعلق كل شيء.

وشدد على أن المؤتمر يناقش في فضاء فلسطيني وعربي ودولي البيئة في زمن الحرب من منظور ديني وبيئي وإعلامي وحقوقي، وهاجسه توقف الحرب، وأن يصل إلى محاولة جادة لرسم خارطة عمل تستشرف المستقبل وتساهم في غرس الأمل، وتجنيد الخبرات الوطنية والعربية والدولية التي مرت في ظروف عصيبة، وتوفر التمويل المرجو نحو مسح وطني شامل لآثار العدوان، وتركز على إعادة البناء والترميم والإعمار، وإجراء مسح للأضرار البيئية.

وأوضح عوض أن المركز واللجنة الوطنية لفلسطين في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة يعكفان على تقديم رؤية إستراتيجية لمؤتمر الاتحاد القادم، خاصة ترميم الأوضاع البيئية في فلسطين.

وشهد اليوم الأول للمؤتمر الذي سيتواصل غدًا، 4 جلسات، ناقشت الأولى دور الأديان في وقف الإبادة البيئية، وتحدث فيها القس منذر إسحق، من الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، وعميد كلية الشريعة في جامعة النجاح جمال زيد الكيلاني.

فيما عُرض في الجلسة الثانية تقييم أولي لآثار الحرب في غزة والضفة الغربية، قدمه مدير الرقابة والتفتيش في سلطة جودة البيئة بهجت جبارين، وتتبع مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة ضياء حجيجة الأوبئة المتفشية في قطاع غزة: الآثار الكارثية وسبل المواجهة، وقدمت مديرة المعهد الوطني الفلسطيني للصحة العامة رند سلمان، التداخل والتقاطعات بين البيئة والصحة في زمن الحرب: غزة نموذجًا.

ولخصت مسؤول الضغط والمناصرة في شبكة المنظمات الأهلية البيئية/ أصدقاء الأرض- فلسطين نتائج الإبادة البيئية عبر المسح الميداني في غزة المشترك مع جامعة Newcastle البريطانية.

وشرحت منسقة الشبكة في فلسطين، عبير البطمة ملامح الدليل القانوني للانتهاكات والجرائم البيئية في فلسطين.

وتضمنت الجلسة الثالثة ورقة حول تجسير الثغرات في حفظ التنوع الحيوي في فلسطين: تقييم المناطق المحمية والنهوض بها من أجل تمثيل أفضل، قدمها المدير العام لمركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك) محمد سليم اشتية.